شخصية مصر فى الأدب العبرى الحديث صورة مصر في أدب الرحلات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عميد کلية الآداب – جامعة القاهرة أستاذ الأدب العبرى

المستخلص

 
قام الکثير ممن سبقونى إلى مضمار الأدب العبرى بإجراء العديد من البحوث والدراسات التى تلقى الضوء على صورة "العرب" فى الأدب العبرى فى عصوره المختلفة، فأبلوا فى ذلک بلاءً حسناً، وحفلت دراساتهم بالعديد من أوجه الکمال والرقى التى تفخر بها مکتبتنا العربية، إلا أن أحداً لم يول صورة مصر – فى هذا الأدب – دراسة تليق بدورها القيادى والريادى لأمتها العربية، وهو الدور الذى لم ينقطع فى أية فترة من فترات التاريخ، بل هو الدور الذى أدى إلى ظهور مصر بشکل دائم ومتصل فى الأدب العبرى عبر مراحله المختلفة؛ ولذا رأينا أن نطرق هذا المجال، يحدونا فى ذلک أمل الإسهام فى إجلاء هذه الصورة، والوقوف على ملامحها وذرائعها ونتائجها.
وربما يرمينا أحد بالإقليمية. وکأن الإقليمية باتت جريمة، أو کأنه من المحتم علينا –حين نتعاون مع أشقائنا – أن نبرز ذواتهم وننسى ذاتنا أو نتناساها، وهو ما نأباه لمصر بتاريخها الطويل وشخصيتها المتفردة، وتجارب أبنائها العديدة مع المکان والزمان منذ فجر التاريخ الإنسانى، بل هو ما تأباه عروبتنا التى تسرى فى الدماء؛ فنحن حين نتحدث عن مصر، فإنما نتحدث عن زعامة الأمة العربية وقلبها النابض. وهذه الزعامة ما هى إلا تکليف وتقليد، تکليف فرضه عليها موقعها الجغرافى فى قلب أمتها العربية، وتقليد رصدته صفحات التاريخ وتعددت فصوله، ومازالت تتعدد حتى الآن، ولذا فإن الحديث عن مصر يجب أن يحسب لنا لا علينا.