تکاد تشکل اللغة العربية ظاهرة فريدة في تاريخ لغات الحضارات الکبرى التاريخية على مستوى طريقة تشکيلها وتکوينها وسرعة انتشارها وتعدد العناصر الحضارية واللغوية التي تمثلتها واستوعبتها وتفاعلت معها وهى تکون ذلک التشکيل الثقافي والحضاري ثم على مستوى امتداد عمرها الزمني الذي يتواصل رأسيا بطريقة لم تتکرر من قبل ولا من بعد في اللغات الحية الأخرى ،إذ يقف وراء عربية اليوم المنتشرة في مشرق العالم العربي ومغربه ، تاريخ طويلا متواصل يمتد نحو ستة عشر قرناً فيما هو معروف لنا من آثار محفوظة ومتداولة ولا شک انه يمتد وراء ذلک، مسافات زمنية أخرى ربما يتاح الکشف عن أسرارها يوما .