بَلاغَةُ المَكتُوب (قراءة سيميولوجية في شعرية التشكيل البصري لنص شعري حديث)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ اللسانيات بجامعة نواكشوط - موريتانيا

المستخلص

    بالرغم من غزارة الإنتاج الشعري في موريتانيا بفضل البيئة الثقافية الحاضنة والحافزة التي شيدها المجتمع الموريتاني على مدى القرون، ولا يزال يسقيها بمزيد من الشعر، ويحيطها بالرعاية قبولًا في الذوق العام وتوظيفًا في منظومة القيم ونقل المعارف واستظهارها، فإن التحولات التي شهدها الشعر الموريتاني في الآونة الأخيرة لا تزال أسيرة حالة من الخجل "الفني" في مواجهة ذائقة أدبية متشبثة بموقف الوفاء للموروث الشعري. يحدث هذا في غياب تجارب واتجاهات فنية قادرة على تطوير ذائقة أدبية بديلة منفتحة على منجزات التيارات الحديثة.
    وقد دأبت بعض التجارب الشعرية الموريتانية منذ عقود، أن تطل من خلف أستار نزعة التقليد المسيطرة، في مسعى للتناغم مع مظاهر التجديد والتجريب في حركة الشعر العربي الحديث من ناحية، وتعبيرًا برمزية فنية عن إرادة الحرية والخروج من أقواس التقليد الشعري من ناحية ثانية.
    الشاعرة الدكتورة مباركة بنت البراء واحدة من أبرز الشعراء الموريتانيين المعاصرين الذين كرسوا هذا المسعَى في جملة من نصوصهم التي ينشرونها مبثوثةً على استحياء في ثنايا دواوين الشعر، ويسعى المقال الحالي إلى تسليط الضوء على أحد المظاهر الفنية التي تؤشر على جديتها في تنويع طرائق التعبير الشعري، من خلال ارتياد آفاق جديدة لإثراء النص لم يكن لبنية القصيدة القديمة أن تفسح مجالا لارتيادها، وذلك من خلال دراسة مظاهر التشكيل المكاني في نص قصيدة قصيرة حداثية بعنوان "رحيل"، للوقوف على مدى إسهام هذه المظاهر في تمثيل دلالات النص، وتعميق الشعور بإيقاع القصيدة، والإيحاء بحركة المعنى.

الكلمات الرئيسية